“اوبيريت “هز الشراع” عمل فني جديد تم عرضه اليوم الاثنين بالمسرح البلدي بالعاصمة وهو يدعو للتمسك بالوطن وعدم التفريط فيه والتمسك بالارض التي كانت ولاتزال منبع الحياة والتمسك بالهوية من خلال كم هائل من الالوان والاضواء والاكسسوارات والطقوس والازياء التقليدية تحيل الى الحياة اليومية البدوية البسيطة في
ظاهرها والعميقة في محتواها
الاوبيرت عبارة عن رحلة فنية في مناخات بدوية صرفة حيث الام تغزل الصوف بلباسها التقليدي المتفرد وتنتظر ابنها الغائب “جمعة”(العروسي الزبيدي) وحيث يقتات الناس الفتات في زمن لم يرحم الكبير ولا الصغير..زمن لفه السواد من كل جانب سواد الفقر والظلم والاهانة مما يجعل الشباب يبحث عن الهجرة وترك الوطن بلا رجعة مستعملا في ذلك شتى اساليب التحيل والتخفي والتخاذل للوصول الى الضفة الاخرى من ارضه” .
ولعل المراوحة بين الموسيقى والكلمة والشعر والنثر والرقص والغناء اعطى لاوبيريت “هز الشراع” القيمة الفنية الثابتة من خلال مقاطع شعرية وكلمات منثورة راقية مست المتلقي في وجدانه وفكره واحاطته بالاسئلة من كل جانب وهو اسمى اهداف العمل الفني عندما يكون ملتزما بقضايا العصر ومواكبا لهموم الناس .
الموسيقى كانت عنصرا اساسيا في مختلف مراحل تقديم اوبيريت “هز الشراع” حيث تمكن الثنائي سارة النويوي وادم النجار من تقديم وصلات غنائية جمعت بين الالتزام باعتماد الكلمة والمضمون والابداع الفني في الالحان التي صاغها عبد اللطيف النجار مثلما صاغ الكلمات هشام الخلفاوي ليشكلا ثنائيا متناغما مع اجواء البطولات والتحدي للواقع ورفض الظلم وكل مظاهر الخنوع للاخر دون اهمال لمعاني القرابة والصلة الدموية والوجدانية التي تربط الام بابنها كنوع من الاحساس بالجميل لتضحياتها وصبرها رغم الخصاصة والفقر واليتم وغيرها من قساوة الحياة عليها.
ومع المراوحة بين الموسيقى والمسرح والشعر ياخذك العمل الى حيث التماسك بين افراد القبيلة الواحدة والبحث عن الصفاء الروحي رغم ويلات الظلم
التعليقات