قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إن من يظن أن هذه العشرية من عمر الثورة ذهبت هدرا بالانقلاب عليها هو واهم مضيفا أنها لم تحقق كل أهدافها بالتأكيد ولكنها قد ترتد إلى أشنع ما كانت عليه غير أنها ستنتصر بعد هذه التقلبات حسب قوله.
و أضاف الغنوشي في مقال له بجريدة الرأي العام أن هذه العشرية مكنت من الحرية لأجهزة الدولة الإدارة والجيش والقضاء والأمن من تشرّب ثقافة دولة القانون فلا تطبيق لأمر دون أثر كتابي واليوم يقف الجهاز القضائي باقتدار في وجه أعلى سلطة تنفيذية رافضا تنفيذ توجيهاتها وهو أمر منتظر من بقية أجهزة الدولة إذا أمعن الانقلاب في تحدي الدستور والقانون حسب وصفه.
واعترف رئيس حركة النهضة بأن الثورة لم تحقق أهدافها الاجتماعية في ظل هجمة الثورات المضادة والأوضاع الاقليمية غير المناسبة إلى جانب حداثة خبرة رجال العهد الجديد وفي إطار منوال تنموي لم يتعرض لتغيير مستوجب بالإضافة إلى استغلال كل ذلك لترسيخ فكرة فشل الثورة والتأليب على أحزابها وخاصة الحزب الأكبر الذي قاد مع غيره عملية الانتقال الديمقراطي خلال عشرية الثورة التأليب الذي تجاوز التجريم إلى الشيطنة المطلقة من أجل الإجهاز على الثورة بالإجهاز على التوافق بين الإسلام الديمقراطي وبين الدساترة الديمقراطيين أو العلمانية المعتدلة بقيادة الباجي والغنوشي والتي حكمت البلاد أطول فترة في الثورة انتهت بوفاة الباجي ونهاية حزبه الذي لم يكن متحمسا لتلك السياسة بين انتهازي واستئصالي كما لم تكن تلك السياسة محل حماس الكثيرين من النهضويين لتأتي انتخابات 2019 لتمثل منعرجا كبيرا فيما وصلنا إليه منعرجا نقل البلاد من حكم التوافق إلى المرحلة الشعبوية حسب تعبيره.
و أضاف الغنوشي أن سياسة التوافق حققت استقرارا ديمقراطيا للبلاد في محيط إقليمي متفجر واستبدادي ومحيط دولي لم يعد ملائما و أمام الخبرة المحدودة للحكام الجدد وأمام ضغوط النقابات وصولة الإعلام والأوضاع الإقليمية المضطربة ما هيأ الناس لتقبل الخطابات الشعبوية غير أن كل ذلك لا يلغي التذكير بعشرات المليارات من الدينارات التي أنفقتها حكومات ما بعد الثورة في مجالات التنمية وتشغيل عشرات الآلاف من الشباب وإسعاف عشرات الآلاف من العائلات المعوزة حسب قوله.
و أردف الغنوشي بالقول إن “الزلزال المصري في قلب المنطقة كان ولا بد أن تنعكس ارتداداته المدمرة على جملة الإقليم مدعوما بشعبوية ترامب والإعلام الخليجي من أجل إطفاء الشمعة التونسية الوحيدة في الظلام العربي ودفع الإقليم إلى تحارب أهلي أو إلى فوضى عارمة والسياسية وهو ما ولد الطلب الشعبي على الشعبويات إطلاقا لموجة عارمة من الأوهام فكانت شعبوية قيس سعيد وعبير”.
وختم رئيس البرلمان مقاله بالقول إن تعثر برامج التنمية إلى جانب الإرهاب و دخول الجارة ليبيا في حرب أهلية طاحنة كان أبرز زعمائها لورد حرب شعبوي طموح ومغرور انتهى زحفه المدعوم من القوى المضادة للثورة إلى محاصرة عاصمة بلاده الواقعة على حدودنا، والتي تعتبر استراتيجيا الخط الأول للدفاع عن تونس،وكانت كل القوى السياسية في البلاد تُسبح بحمده وتستعجل انتصاره النهائي ولم تشذّ عن ذلك غير النهضة.
التعليقات