استقبل قيس سعيّد، اليوم الجمعة 10جوان 2022 بقصر قرطاج، الوزير الجزائري للشّؤُون الخارجيّة، رمطـان لعمـامـرة،الذي كان محمّلا برسالة خطية موجّهة إلى رئيس الدولة من قبل الرئيس عبد المجيد تبون.
ومن جانبه، أكّد العمـامـرة على اعتزاز الرئيس عبد المجيد تبّون
بمستوى علاقات الأخوة والثقة والشراكة بين تونس والجزائر، وإيمانه بأن هذه
العلاقات الاستراتيجية ستظلّ وطيدة وثابتة وسيتمّ تعزيزها في الفترة القادمة على
عدّة مستويات.
كما شدّد على أن بلاده حريصة على
نجاح تونس واستقرارها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأكّد، مجدّدا، على أنها
تحترم خيارات قيادتها وتثق في قدرتها على خدمة مصلحة تونس في المرحلة القادمة.
وتمّ، خلال هذا اللقاء، التطرّق إلى
جملة من المواضيع المتصلة بالتعاون الثنائي لا سيّما على مستوى تنقل الأشخاص بين
البلدين، فضلا عن استعراض أهم الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك
وفي مقدّمتها الملف الليبي حيث تم التأكيد على تطابق وجهات النظر بين تونس
والجزائر حول ضرورة التوصّل إلى حلّ سياسي ليبي-ليبي دون تدخل خارجي بما يحفظ وحدة
هذا البلد الشقيق وأمنه، وبما يُعزّز الاستقرار في المنطقة.
وللتذكير فقد شهدت العلاقات التونسية الجزائرية في الاونة الأخيرة بروز مؤشرات فتور لافت غير معلن يعبّر في شقه السياسي عن قلق جزائري من المسارات التي ينتهجها قيس سعيّد، وبشكل أكبر من تحالفاته الإقليمية التي تنظر إليها الجزائر بعين الريبة.
وبدت معطيات عدم فتح الجزائر حدودها البرية مع تونس، ورفض الجزائر منح تونس إمدادات إضافية من الغاز، كجزء من رسائل سياسية تعبّر عن القلق الجزائري.
وتتطابق الكثير من المعلومات من مصادر عدة عن قيام الجزائر “بإعادة تقدير الموقف” و”إجراء مراجعة سياسية” بشأن التطورات في تونس، بسبب العلاقة بالأطراف الإقليمية المتدخلة والضاغطة في مسار هذه التطورات، وإزاء المآلات التي قد ينتهي إليها مسار الإصلاحات الذي يقوده سعيّد، خصوصاً في ظل معطيات داخلية ضاغطة، بسبب رفض جبهة واسعة من القوى السياسية والمدنية والنقابية المركزية في تونس لما تعتبره “خيارات إقصائية” ورفضاً للحوار الداخلي.
هذه القوى كانت على وفاق سياسي كبير مع السلطة في الجزائر، خصوصاً حركة النهضة والأحزاب التقدمية المناوئة لقرارات 25 جويلية الماضي في تونس.
كما برزت معطيات إقليمية شعرت معها الجزائر بوجود تدخلات وهندسة أطراف إقليمية للمشهد في تونس، ما قد يجر الأخيرة إلى محاور تنظر إليها الجزائر بريبة بالغة، وتعتبر الجزائر أن تمركزها في تونس يهدد أمنها الحيوي.
التعليقات