يرى عدد من الأحزاب السياسية ومعارضي قيس سعيد، أن اللّجنة المكلفة بإعداد مسودة الدستور لم تنجز أي شيء، وأن سعيد لديه دستور جاهز سيعرضه على الاستفتاء.
وكان سعيّد قد أصدر مرسوما رئاسيا يتعلق باستحداث الهيئة الوطنية الاستشارية من أجل “جمهورية جديدة”، لصياغة مشروع دستور جديد يعرض للاستفتاء يوم 25 جويلية المقبل.
وتتكون الهيئة من اللجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، واللجنة الاستشارية القانونية، ولجنة الحوار الوطني.
هل هناك مسودة جاهزة للدستور لدى الرئيس؟
انطلقت أولى أعمال الهيئة الوطنية الاستشارية من أجل “جمهورية جديدة”، المكلفة بصياغة مسودة الدستور، مع بداية اجتماع إحدى لجانها الرئيسية (اللجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية) في 4 جوان الجاري، وسط مقاطعة اتحاد الشغل وبمشاركة شخصيات بعضها لا دراية له بالاقتصاد.
ويرى القيادي في جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك، أنه رغم قلة اجتماعات اللجنة الاستشارية المكلفة فنيا بكتابة بنود مسودة الدستور، ورغم اعتذار عمداء كليات الحقوق والعلوم السياسية عن المشاركة في تركيبة اللجنة الاستشارية القانونية حفاظا على حيادهم، فإن “الحديث عن صياغة مسودة دستور بطريقة تشاركية في صلب اللجان الاستشارية ضحك على الذقون”، وفق قوله.
ويقول بن مبارك للجزيرة نت متسائلا “أين هي مسودة مشروع الدستور بينما لم تجتمع اللجنة الفنية القانونية ولا مرة؟”، وبالنسبة إليه هناك فرضيتان “إما أنه لا توجد أصلا مسودة دستور، أو أن هناك دستور جاهز مسبقا”.
وانتقد بن مبارك، إصدار الرئيس سعيّد مرسوما رئاسيا يدعو فيه التونسيين إلى المشاركة في الاستفتاء على الدستور يوم 25 جويلية المقبل بنعم أو لا، دون نشر مشروع الدستور الجديد للاطلاع عليه.
وقال “الدستور عقد اجتماعي تنجزه مختلف مكونات المجتمع، لكن ما حصل هو كتابة دستور على المقاس”.
أي سيناريوهات إذا رُفض الدستور في الاستفتاء؟
من المفترض أن تنظم هيئة الانتخابات التي غيّر سعيد تركيبتها مؤخرا، استفتاء حول مشروع الدستور الجديد يوم 25 جويلية ويقول أستاذ القانون الدستوري رابح الخرايفي للجزيرة نت إنه من غير المستبعد في ظل الفراغ القانوني أن يقوم الرئيس بإعداد مشروع دستور جديد لعرضه من جديد على آلية الاستفتاء.
ويستبعد الناشط السياسي أحمد الكحلاوي مقاطعة التونسيين الاستفتاء من أجل تمرير الدستور الجديد، جراء سخطهم على تدهور الأوضاع في البلاد طوال العشرية الماضية.
في المقابل يقول الناشط السياسي جوهر بن مبارك إن الاستفتاء مصيره الفشل، خاصة مع التحام الحراك السياسي بالحراك الاجتماعي إثر الإضراب العام الذي نظمه الخميس الفارط اتحاد الشغل.
التعليقات