أكد رئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، وجود غموض تام في قائمة المشاركين في “ندوة طوكيو للتَّنمية في إفريقيا” في دروتها الثَّامنة “تيكادـ8″، قبل أسبوع واحد من انعقادها في تونس يومي 27 و28 أوت 2022
وقال أمس في نص التدوينة، “رغم تأكيدات النجاح المتواترة لوزير التَّدابير الاستثنائيَّة للشُّؤون الخارجيَّة وتقديم الشِّعار الرَّسمي وزيارات رئيسة حكومة الرئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة للمطار ولمدينة الثَّقافة ولقصر المؤتمرات بالعاصمة مكان انعقاد المنتدى وصرف منحة التَّمويل اليابانيَّة في تنظيم استشارات الصَّفقات العموميَّة عن عَجَل للأرائك الفاخرة صنف “لويس الخامس عشر” موديل “للمَلِكة” والسَّيَّارات الفخمة والتَّرجمة المتأخِّرة جدًّا والإعاشة الفاحشة بمليار من البذخ لعناصر الحماية والتَّأمين ليومين، إلَّا أنَّه لا توجد إلى حد الآن أيَّة تأكيدات رسميَّة لقائمة الحضور من اليابان ومن الدُّول الإفريقيَّة ومن الاتِّحاد الإفريقي ومن الأمم المُتَّحدة ومن البنك الدُّولي ومن البنك الإفريقي للتَّنمية..
فآخر التَّصريحات الرَّسميَّة لوزير الخارجيَّة الياباني يوشيمازا هاياشي (HAYASHI Yoshimasa) تشير إلى أنَّ القرار الأخير لمشاركة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا (KISHIDA Fumio) ورئيس الدَّيبلوماسيَّة هاياشي مرتبط بتطوُّر جائحة فيروس كورونا كوفيدـ19، بعد تسارع نسق الجائحة في اليابان مؤخَّرا..
وكان رئيس الوزراء كيشيدا تباحث مع الأمين العام للأُمم المتَّحدة أنتونيو غوتارش في طوكيو بداية شهر أوت حول أهمِّيَّة “تيكاد” كأداة للتَّعاون الدَّولي من أجل التَّنمية، من بين جملة من المواضيع..
ومسار تيكاد نشأ منذ سنة 1993 بحرص من اليابان على تجديد شراكتها مع قارَّتنا السَّمراء بشكل دوري يقيم وزنا كبيرا للمشاركة رفيعة المستوى وللتَّشاركية العالية بين القطاع العام والقطاع الخاص وللمضمون بدل الفولكلور.. وقد انتظمت إلى حد الآن سبعُ دورات، ستَّة منها في اليابان ودروة واحدة سنة 2016 في نيروبي ـ كينيا العاصمة الأًمميَّة لقارَّتنا السَّمراء إفريقيا..
وهاته المرَّة الثَّانية الَّتي تتشرَّف فيها إفريقيا ممثَّلة بتونس باحتضان النَّدوة، والَّتي من المنتظر أن تركِّز على التَّعافي الاقتصادي بعد الجائحة وعلى الأمن الغذائي والأمن الطَّاقي في سياق الحرب الرُّوسيَّة على أكرانيا بالأساس، بالإضافة لتعزيز الشَّراكة الاستراتيجيَّة اليابانيَّة الإفريقيَّة، الاقتصاديَّة بل والسِّياسيَّة أيضا، لمجابهة المدّ الرُّوسي والصِّيني، وبالأخص على أبواب عودة اليابان لمجلس الأمن بداية من جانفي القادم واستعادة المقترحات اليابانيَّة بضرورة إصلاح الأمم المُتَّحدة وتمتيع كوكب اليابان بمقعد دائم في مجلس الأمن، بمت يتناسق ودورها وحجمها كمموِّل رئيسي للأمم المُتَّحدة، الثَّالثة بعد الولايات المتَّحدة الأمركيَّة والصِّين..
وإن كانت المشاركة اليابانيَّة ضروريَّة بل ومحسومة في النَّدوة الَّتي هي مبادرة مؤسَّسة يابانيَّة بالأساس، فإنَّ مستوى المشاركة في مستوى رئيس الوزراء كيشيدا أو في مستوى أقل، وطبيعة المشاركة، حضوريَّة أم تناطُريَّة عن بُعد، سيكون لها تأثير على الحضور وعلى المخرجات والنَّتائج..
فيما لم تنشر وزارة الخارجيَّة التُّونسيَّة بعدُ أيَّ قائمة للحضور، ولم يؤكِّد القادة الأفارقة حضورهم رسميًّا..
وتشير بعض المصادر الدِّيبلوماسيَّة إلى موقف تضامني لدول إفريقيا جنوب الصَّحراء مع أثيوبيا قد يدفعها لإضعاف مستوى المشاركة، رغم رغبتها وحاجتها للدَّعم الياباني.. كما لم يتأكَّد حضور الشَّقيقة الجزائر ولا المغرب ولا حتَّى مصر في مستوى رئاسة الدَّولة أو رئاسة الحكومة..
ومن جهة أُخرى، أفادت لنا مصادر ديبلوماسيَّة رفيعة المستوى في الاتِّحاد الإفريقي من استغراب بعض الدُّول الإفريقيَّة ومن بينها جنوب إفريقيا من تلكُّؤ وزارة الخارجيَّة التُّونسيَّة في تأكيد مواعيد مقابلات ثُنائيَّة على هامش النَّدوة مع الرَّئيس التُّونسي قيس سعيِّد ولا تيسير المقابلات الَّتي ينوي الرَّئيس سيريل رامافوزا إجرائها مع الأشقَّاء اللِّيبيِّين على هامشا لتقديم مبادرة وساطة جنوب ـ إفريقيَّة وستضافة الفُرقاء ـ الشُّركاء اللِّيبيِّين للاكِّلع على تجربة العدالة الانتقاليَّة والمصالحة الوطنيَّة في جنوب إفريقيا وإرث التَّسامح للرَّاحل نيلسون مانديلا..
وللأسف، لم تقم الدِّيلوماسيَّة التُّونسيَّة بالتَعبئة للحضور رفيع المستوى للنَّدوة.. وذلك لثلاثة أسباب.. الأوَّل: بسبب الأزمة الدُّستوريَّة والسِّياسيَّة الّدَّاخليَّة الَّتي جعلت الدِّيبلوماسيَّة في موضع الانكماش والدِّفاع والتَّبرير مع الشُّركاء الرَّئيسيِّين.. والثَّاني: وبسبب ما تعاني منه من فراغ فادح وشلل مُعيق على رأس رُبع بعثاتنا الدِّيبلوماسيَّة والقنصليَّة، وبعضها منذ أكثر من سنتين، بالإضافة إلى رؤساء بعثبات في شبه قطيعة مع الوزير لتعيينهم بمُحاباة غريمته وخصمته اللَّدودة مديرة الدِّيوان الرِّئاسي السَّابقة المستقالة.. والثَّالث: بسبب فشل وزير الخارجيَّة في معالجة وضعيَّة الشَّلل النَّاجمة عن الشُّغور القاتل، بالإضافة عدم توفُّقه في إقناع رئيس الجمهوريَّة بالخروج من خحالة العزوف الدِّيبلوماسي والاهتمام بالسِّياسة الخارجيَّة وبالدِّيبلوماسيَّة بدل إضاعة وقته ووقت الدَّولة والبلاد والعباد الثَّمين في سراب “إصلاح التَّاريخ” بتسرُّب ومراكمة الأخطاء..
يُضاف إلى ذلك فشل وزير التَّدابير للشُّؤون الخارجيَّة في ملاقاة نظيره الياباني هاياشي ورئيس الوزارء كيشيدا، والاكتفاء بمقابلة كاتبة (وزيرة) الدَّولة سوزوكي تاكاو الثَّالثة بروتوكليُّا في وزارة الخارجيَّة والكاتب العام للحكومة (كبير أمناء مجلس الوزراء) ماتسونو هيروكازو، أي المستوى الإداري فقط، لتسليم رسالة دعوة من الرَّئيس سعيد لرئيس الوزراء كيشيدا لزيارة ثنائيَّة لتونس بمناسبة النَّدوة متعدِّدة الأطراف..
وهي الدَّعوة الَّتي لم يردَّ عليها الطَّرف الياباني رسميًّا إلى حدِّ الآن، ما عدى مؤشِّرات الفتور المذكورة أعلاه.. بالإضافة إلى غياب التَّفكير الدِّيبلوماسي الرَّصين في مدى وجاهة الخلط بين العلاقات متعدِّدة الأطراف والعلاقات الثُّنائيَّة في مثل هاته المناسبات بين الدَّولة المضيِّفة والدَّولة ضيف الشَّرف الرَّئيسي صاحبة المبادرة، وفي طبيعة الالتزامات الدُّوليَّة لليابان كجزء من دول السَّبعة الَّتي تُدير علاقاتها مع تونس في إطار تنسيقيَّة السُّفراء الَّذين رفض وزير التَّدابير ورئيس الجمهوريَّة استقبالهم رغم إلحاحهم في الطَّلب منذ شهرين..
وكان رئيس الدِّيبلوماسيَّة الياباني هاياشي أعلم سفارتنا بطوكيو بإصابته بفيروس كورونا عند حلول طائرة رئيس ديبلوماسيَّة التَّدابير الاستثنائيَّة الجرندي على أرضيَّة مطار طوكيو، في ردٍّ ديبلوماسي على المعاملة الَّتي لقيها أثناء زيارته لتونس وانتظاره دون جدوى للاستلطاف لنظيره الَّذي أغلق هاتفه بعد أن احتجَّت مصالحه بإصابة وهميَّة، أي نعم إصابة وهميَّة، لتفادي المقابلة وتفادي مواجهة موقف القلق الياباني القريب جدًّا من الموقف الأمريكي من الأزمة الدُّستوريَّة والسِّياسيَّة في بلادنا والمسار الانفرادي الَّذي يلازمها..
ولا يُعلم أصلا، وإلى حدِّ الآن، من سيرأس الوفد التُّونسي، هل سيرأس رئيس الجمهوريَّة وفد بلادنا في أعلى تمثيل سياسي مطلوب في بلد الاستضافة، أم سيفوِّض صلاحيَّاته السِّياديَّة في تمثيل تونس في المحافل الدُّوليَّة الَّتي يحتضنها تراب بلادنا ويترك مكانه لرئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة أو لوزيره للتَّدابير الخارجيَّة؟
وفي انتظار القائمة الرَّسميَّة للمشاركين، وبقطع النَّظر عن إيجابيَّة مشاركة رجال الأعمال والوكالات الفنِّيَّة للتَّعاون، فإنَّ أهم مؤشِّر نجاح أيَّة قمَة أو مؤتمر أو ندوة دوليَّة هو مستوى الحضور السِّياسي الرَّفيع لقادة الدُّول والمُنظَّمات الدُّوليَّة.. وقوئم الحضور تكون معلومة قبل أجل معلوم ليتوراح بين ثلاثة أشهر وشهر قبل اليوم الموعود، في حين لا يزال يفصلنا أسبوع واحد فقط، والغموض سيِّد الموقف، دونن أيِّ مجهود باتِّجاه الشَّفافيَّة والعمل على ضمان حضور العدد الأقصى من رؤساء الدُّول والحكومات..
وهو ما يبدو من آخر اهتمامات رئيس الجمهوريَّة ورئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة ورئيس ديبلوماسيَّة الرَّئيس للتَّدابير الخارجيَّة ندوة تيكادـ8 “ندوة طوكيو للتَّنمية في إفريقيا”..
وعلى أمل أن نكون مخطئين في تشاؤمنا، نقول للمنظِّمين ما هكذا تُدار الدَّولة ولا هكذا تُدار المؤتمرات والنَّدوات الدُّوليَّة..
فأعلموا الشَّعب يرحمكم الله وأعلموا شركاء تونس.. فالشَّفافيَّة هي شرط النَّجاح داخليًّا وخارجيًّا..”، وفق نص التدوينة.
التعليقات