حذّر وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، اليوم الخميس 14 سبتمبر، من عواقب تدفّقات الهجرة الكثيفة والمستمرّة نحو جزيرة لامبيدوزا، في الأيام الأخيرة، واصفا إيّاها بـ”قمّة جبل الجليد”.
وقال تاياني، إنّ الوضع سيتفاقم في الأشهر المقبلة، لافتا إلى أنّ إيطاليا، طالبت رئيسة البرلمان الأوروبي “روبرتا ميتسولا” ورئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين”، بضرورة مساعدتها في المستوى الأوروبي وعدم تركها تواجه الظاهرة وحدها.
وأضاف في تصريحات لصحيفة (كورييري ديلا سيرا) نقلتها وكالة آكي: “أنا ما أزال على اتّصال مستمر بنظيرَيّ في الجزائر وتونس، اللّذين يضمنان التعاون، لكنهما أيضا، لا يستطيعان القيام بذلك بمفردهما”، قائلا: “سنتناول خطّة الاتحاد الأوروبي، بشأن تونس بالفعل في نيويورك، وسنجتمع نحن وزراء الخارجية الأوروبيون، يوم الاثنين”.
وأفاد أنّه سيتمّ بحث جهود المؤسسات الأوروبية، في العمل المشترك من أجل تنفيذ فوري للخطّة الخاصّة بتونس.
وذكر وزير الخارجية الإيطالي، أنّه تمّ استدعاء سفيري غينيا وساحل العاج، باعتبارهما يمثّلان التدفّق الأوّل لمئات المهاجرين غير النظاميين إلى إيطاليا، وأنّه طُلب منهما وضع معيار أكثر صرامة للحدّ من عمليات مغادرة المهاجرين، وقبول عمليات إعادتهم إلى الوطن، وأيضا لمنع هؤلاء “الجائعين واليائسين” من الوصول إلى تونس ومن ثم الإبحار نحو السواحل الإيطالية.
وقال تاياني، “إمّا أن نُمسك الثور من قرنيه وإلاّ فلن نخرج من هذا الوضع”، مؤكدا أن جهود أوروبا وحدها غير كافية أيضا لمعالجة ظاهرة تدفّق الهجرة، التي لا تؤثر في إفريقيا بأكملها فحسب، بل في تدفقات اللاجئين عبر طريق البلقان أيضا.
وتابع نائب رئيس الوزراء: “لهذا السبب، أشركنا الأمم المتحدة ومجموعة العشرين، وعملنا على عقد مؤتمر دولي كبير أملا في أن يكون بداية عملية حقيقية، لتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل.
وأشار إلى أنّ إيطاليا تبذل كل ما هو ممكن إنسانيا. ووزارتَا الدفاع والداخلية تتعاملان مع حالة الطوارئ.
واعتبر تاياني، عدم الاستقرار في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، الذي قال إنّه يتطلّب تعبئة دولية كبيرة، “أمرا دراميا”، لافتا إلى وجود اندفاع بشري نحو شمال القارة، لا سيما نحو تونس، للنزول منها إلى إيطاليا، ومن ثم الوصول إلى بلدان أخرى، لافتا إلى أنّ استقبال المهاجرين غير النظاميين يثقل كاهل إيطاليا.
التعليقات