أظهرت مقاطع مصوّرة من داخل قطاع غزة حجم الانتهاكات التي يتعرّض لها سكان غزة جرّاء قصف الاحتلال المتواصل على المرافق الصحية والتجمّعات السكنية.
ونقلت المقاطع صورا مؤلمة لعشرات الجثث المكدّسة في باحات مجمع الشفاء الطبي المحاصر في مدينة غزة، فيما أكّدت مصادر طبية من داخل المجمع أنّها تعجز عن الخروج لدفنها بسبب عدم موافقة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المصادر ذاتها إنّ استمرار قصف قوات الاحتلال ومنع دخول الوقود، حالَا دون مواصلة تقديم الخدمات الصحية لمرضى وجرحى يواجهون الموت، مشيرة إلى أنّ قوات الاحتلال تترصّد كلّ من يحاول الخروج من المستشفى بالقنص.
وأظهر المقطع المصور الذي بثّته قناة “الجزيرة”، تناثر العديد من جثث الشهداء في الشوارع المحيطة بالمستشفى جراء استهداف الاحتلال، ما يحول دون انتشالها قبل أن تتحلّل.
وكان مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، أعلن عن استشهاد أكثر من 40 شخصا من المرضى والمصابين بينهم أطفال خدج، جراء خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل بسبب القصف ونفاد الوقود.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إنّها قرّرت دفن جثامين ما بين 100 و120 شهيدا في مقبرة جماعية بسبب تعذّر الخروج من المستشفى في ظل تحلّل الجثث وانتشار الأمراض.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر من داخل القطاع أنّ فلسطينيين محاصرين داخل أكبر مستشفى في غزة يحفرون مقبرة جماعية لدفن المرضى الذين توفوا تحت الحصار الإسرائيلي، مشيرين إلى أنّه لا توجد إلى الآن خطة لإجلاء أطفال خدج (ناقصي النمو).
ونقلت رويترز عن الجراح أحمد المخللاتي من مستشفى الشفاء، قوله إنّ الخطر الرئيسي الآن هو الجثث المتحلّلة في الداخل، مضيفا: “نحن على يقين أنّ جميع أنواع العدوى ستنتقل لهذا السبب. اليوم سقطت أمطار قليلة… كان الأمر فظيعا حقا، لم يتمكّن أحد حتى من فتح نافذة، أو مجرد السير في الممرات بسبب الرائحة الكريهة”.
وكانت المصادر الطبية أوضحت أنّ جناح الأطفال حديثي الولادة مازال يضم 36 طفلا بعد وفاة ثلاثة منهم، مؤكّدين أنّه دون وقود المولدات اللازمة لتشغيل الحضانات، تُبذل أقصى الجهود الممكنة للحفاظ على دفء الأطفال، حيث يوضع كل ثمانية معا على سرير.
التعليقات