ادّعت قوّات الاحتلال الإسرائيلي في فيديو من داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، أنّها عثرت على أسلحة ومعدّات قتالية في غرفة تصوير الأشعة، وذلك بعد فشلها في العثور على أيّ مركز قيادة لحركة حماس، كما كان يروج منذ بداية الحرب.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال: “إنّ اقتحام مجمع الشفاء الطبي نشاط معقّد ومستمر ومتطوّر تقوده وحدة خاصة، ويتمّ اكتشاف معلومات جديدة في كل وقت”، مستدركة: “يجب أن نتذكّر أنّ حماس، منذ اللحظة التي تمّ فيها الكشف عن المستشفيات قبل بضعة أسابيع عملت على إخفاء بناها التحتية وإخفاء الأدلة”.
وزعم الاحتلال في الأسابيع الأخيرة أنّ “حماس” تستخدم المبنى الأرضي من المستشفى مركزَ قيادة، وأنّها تخفي الأسرى الإسرائيليين هناك.
وشكّكت العديد من الجهات في المعطيات التي قدّمها الاحتلال بالفيديو، بالإضافة إلى أمر آخر أظهر بشكل قاطع تلاعب الاحتلال بالمكان، ما يرجّح احتمال أنّ ما تمّ عرضه من الأساس هو مفبرك ولا أساس له من الصحة.
فيديوهات تثبت تلاعب الاحتلال بالمكان بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي ببثّ فيديو على صفحته الرسمية بإكس، أمس الأربعاء، يظهر خلاله أحد المتحدّثين باسمه، وهو يتجوّل في مرافق المشفى، ويستعرض ما قال إنّه تمّ العثور عليه بعد اقتحام المجمع الطبي.
ولنشر روايته أكثر، لم يكتف الاحتلال بالفيديو الذي قام بإخراجه، بل استعان بصحفي من قناة فوكس نيوز الأمريكية، وسمح له بالتجوّل في المكان، وقام بتصوير المشاهد نفسها التي عرضها الاحتلال بالفيديو الخاص به، وهنا ظهرت المفارقة.
فعند مقارنة المشاهد التي صوّرها الاحتلال، والمشاهد التي صوّرتها القناة الأمريكية، يظهر بكلّ وضوح التلاعب بمكان وجود الأسلحة.
ففي الفيديو الذي نشره الاحتلال، يوجد حقيبة موضوعة خلف جهاز تصوير الرنين المغناطيسي، وتحتوي بداخلها على سلاح وملابس عسكرية، وخلفها صندوق من الكرتون، غير معروف ما بداخله.
أما الفيديو الذي قامت بنشره قناة فوكس نيوز، وعند الرجوع إلى المشهد التي يُظهر المكان نفسه، وهو خلف جهاز التصوير المغناطيسي، نكتشف أنّ الأمر تغيّر كليّا.
وكما توضّح الصورة، يوجد أغراض عسكرية تمّت إضافتها إلة المكان، إذ يوجد كيس مكتوب عليه “مستلزمات طبية”، ووضع فوقه سلاحان، إضافة إلى حذاء عسكري وُضع في المكان، والملاحظ هو اختفاء صناديق الكرتون التي كانت موجودة خلف الأسلحة.
كما انتقدت بعض وسائل الإعلام الفلسطينية الادّعاءات الإسرائيلية، وفنّدت تصرّفات المتحدّث باسم جيش الاحتلال خلال عرضه المشاهد التي بثّها.
فقد ظهر المتحدّث الإسرائيلي وهو يمسك الأسلحة التي عُرضت بالفيديو بشكل مريح جدا، وهو ما يتعارض مع أساليب التعامل مع الأماكن التي يتمّ العثور بها على أغراض عسكرية أو محظورة.
فجيش الاحتلال لم يراعِ جنوده قضية البصمات للوصول إلى أصحاب الأسلحة، على العكس، وبكل بساطة، لمسوا “الأسلحة والأدلة” التي جمعوها بأيديهم المجردة، من دون قفازات، محطّمين بذلك كل دليل للوصول من خلال البصمات.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قد حذّر قبل صدور فيديو جيش الاحتلال، من بقاء القوات في مستشفى الشفاء لمدة طويلة، وذلك خوفا من إعداد مسرح لمشهد مصطنع، كي يثبت ادّعاءاته.
كما نبّه المرصد إلى أنّ المزاعم بشأن استخدام مجمع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية لا تحتاج إلى كل هذه الساعات الطويلة للتمشيط والمداهمة من أجل كشفها.
وبيَّن الأورومتوسطي أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هو المتحكّم الوحيد في المشهد داخل مجمع الشفاء الطبي، في ظل حجب صوت مسؤولي وزارة الصحة عن الإعلام، وعدم السماح لأيّ أطراف دولية ثالثة، بما في ذلك المنظمات الأممية، بالوجود، ما يثير شكوكا مسبقة في أيّ رواية ستصدر لاحقا.
التعليقات