تزايدت التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في مختلف مناطق العالم، خاصةً مع تصاعد التوترات في أعقاب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية.
في تقرير نُشر في مجلة “ناشونال إنتريست“، أشار الباحث مايكل ديسيانا إلى زيادة التهديدات العالمية لمصالح الولايات المتحدة في بداية عام 2024، مع استمرار تحالف مصالح الدول الخصمة. ورغم ذلك، يظهر أن صانعي القرار في واشنطن إما لا يستطيعون أو لا يظهرون اهتمامًا بالتصدي بقوة لتلك التحديات.
وفي سياقه، نقل ديسيانا عبارة سابقة للدبلوماسي الأمريكي الراحل هنري كيسنجر، الذي قال: “القناعات التي يتمسك بها القادة قبل توليهم المناصب العليا هي رأس المال الفكري الذي سيستهلكونه طوال فترة ولايتهم”.
وأضاف ديسيانا أن القادة الأمريكيين يظهرون عدم قدرة أو عدم اهتمام في فهم تاريخي لمواجهة التحديات التي تعترضهم، حيث يجب إدارة الأزمات بحكمة وليس السعي للفوز في حروب.
وشدد الباحث على تجنب الدول الخصم للتزام أي اتفاق أو معاهدة، في حين يصر الدبلوماسيون على استمرار المحادثات. وأشار إلى صعوبة الولايات المتحدة في وضع استراتيجية كبرى متماسكة، مما يثير تساؤلات حول قدرة واشنطن على تحديد استراتيجية فعّالة.
وأثنى ديسيانا على نجاح أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي في صيف عام 2022، حيث واجهت خطوط روسيا ببراعة في ظروف صعبة، بفضل الدعم المالي والعسكري الذي تلقته من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.
وفي ختام التقرير، أكد ديسيانا على أهمية أن تتخذ الإدارة الأمريكية والكونجرس خطوات جادة لتقييم الوضع، خاصة فيما يتعلق بتقديم الدعم الفعّال لحلفائها، وشدد على ضرورة تلافي الفراغ الاستراتيجي الذي قد يظهر في ظل التقاعس الأمريكي بعد الحروب.
التعليقات