أوردت مجلة “إيكونوميست” تقريرًا أفادت فيه أن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية كانوا يحاولون في البداية تجاوز القرار التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 1 فيفري ، الذي يتضمن فرض عقوبات على “الأشخاص الذين يقوضون السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية”.
وقام محرر في موقع يميني متطرف بنشر رسم كاريكاتوري يصور راعيًا يهوديًا في الضفة الغربية، وعلق عليه بسخرية قائلاً: “ماذا سأفعل الآن بكل أملاكي في نيويورك؟”.
ومع ذلك، اختفت الضحكة عندما بدأت البنوك الإسرائيلية في حظر حسابات المستوطنين الذين استهدفتهم العقوبات الأمريكية. وتعهد وزير المالية الإسرائيلي، سموتريتش، الذي هو مستوطن قومي متطرف أيضًا، بمنع المؤسسات المالية من تنفيذ العقوبات، ولكن قوته في هذه المسألة لا تبدو كبيرة.
وأكد أحد كبار المصرفيين قائلاً: “إذا كان أي شخص يعتقد أن البنوك الإسرائيلية على وشك تعريض منافذها إلى النظام المالي العالمي الذي يسيطر عليه الأمريكيون من أجل حسابات عدد قليل من المستوطنين، فهو يحلم”.
وذكرت المجلة أن بايدن يفخر بصهيونيته، وقد دعم إسرائيل بشكل كبير منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر. ولكن هذا يُظهر أن صبره تجاه ائتلاف نتنياهو المتشدد يبدأ في النفاذ.
وأشارت المجلة إلى أن المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، الذين يمثلون قلب الدولة الفلسطينية المستقبلية، يعتبرون من أكبر العقبات التي تواجه خطط الولايات المتحدة الطموحة لتحقيق السلام. وحتى الآن، لم تستهدف العقوبات سوى أربعة مستوطنين إلى حد ما، واتهموا بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين.
وتؤكد المجلة أن صياغة الأمر الرئاسي الأمريكي لا تترك مجالًا للشك في أن الشخصيات الرئيسية، بما في ذلك الوزراء، قد تتأثر به. وقال مسؤول إسرائيلي مشارك في المحادثات مع الأمريكيين: “إنها طلقة تحذيرية والهدف هو نتنياهو”.
ويبدو أن بايدن يحاول فصل المستوطنين عن بقية إسرائيل، مما يترك لنتنياهو خيارين: إما التخلص من شركائه المتطرفين أو الاستسلام لهم.
وأوضحت المجلة أن عدد المستوطنين يتناقض مع وزنهم السياسي، حيث يعيش نحو 460 ألفا من بين عشرة ملايين إسرائيلي في الضفة الغربية. وتشير المجلة إلى أن الأمر الأكثر إشكالية هو المستوطنات الصغيرة الحجم الموجودة في عمق الضفة الغربية والتي يتعين تفكيكها.
وتشير المجلة إلى أن عدداً كبيراً من هؤلاء المستوطنين ينتمون إلى الأيديولوجيات الدينية، ورغم أنهم يشكلون أقل من 2% من سكان إسرائيل، إلا أن لديهم دعمًا واسع النطاق ومتحمسًا. وقد حققت الأحزاب التي تمثلهم أداءً جيدًا في انتخابات عام 2022، مما ساعد على إعادة انتخابهم
التعليقات