شارك عشرات الآلاف من الناشطين السويديين في مسيرة حاشدة بمدينة مالمو السويدية، احتجاجا على مشاركة كيان الاحتلال في الدور النهائي لمسابقة “يوروفيجن” الغنائية الأوروبية، التي تحتضنها المدينة مساء السبت المقبل.
وسارت المظاهرة التي قُدر عدد المشاركين فيها وفق بعض المصادر، بحوالي 30 ألف شخص، وسط حضور أمني مكثف في المدينة التي تستعد لاحتضان أحد أكثر المواعيد الموسيقية السنوية استقطابا للمشاهدين في العالم.
ورفعت المسيرة التي حملت شعار “إسرائيل خارج اليوروفيجن”، الرايات الفلسطينية، فيما ردد المتظاهرون هتافات متضامنة مع غزة وتنديدا بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في غزة، على غرار “فلسطين هي الانتفاضة، فلسطين حرة، يجب على الاحتلال أن يطرد خارجا، والشعوب متحدة ضد الإبادة الجماعية، لا للمزيد من الاحتلال، غزة لا تبكي فلسطين لن تموت أبدا”.
وتزيد المسيرة الغاضبة، من حدة الضغوط على اللجنة المنظمة للمسابقة، نتيجة الرفض الواسع الذي عبر عنه آلاف الفنانين والموسيقيين الأوروبيين لمشاركة دولة الاحتلال، وتزايد الدعوات إلى طرد ممثلي الكيان في المسابقة وحظر مشاركتهم.
وانتقد أكثر من 4 آلاف فنان وموسيقي أوروبي في عريضة، “التناقض الحاد بين قدرة الكيان على قتل آلاف الفلسطينيين، واستمرار مشاركته في المسابقة الغنائية”.
وطالبت العريضة التي وجهت إلى اتحاد الإذاعات الأوروبية بـ”استبعاد إسرائيل من المسابقة”.
وقال المغني النرويجي ماغنوس بورمارك الذي يشارك في المسابقة: “يجب أن تكون هناك مظاهرات، ويجب على الناس التعبير عن آرائهم، ويجب على الناس المقاطعة”.
ودعا بورمارك، إلى جانب ثمانية مشاركين آخرين في المسابقة، إلى “وقف طويل الأمد لإطلاق النار”.
وكان ممثلو بعض الدول قد درسوا في مرحلة معينة فكرة “مقاطعة المسابقة” احتجاجا على مشاركة الاحتلال، لكنهم لم يمضوا قدما في هذه الخطوة.
تمسُّك المنظمين بعدم استبعاد الكيان من المسابقة الموسيقية الأوروبية، يضعهم أمام تناقض قيمي وأخلاقي، بعد اتخاذهم سنة 2022 قرارا باستبعاد روسيا نتيجة الحرب على أوكرانيا، واستبعاد هيئة البث الروسية من اتحاد البث الأوروبي المشترك المشرف على المسابقة.
وفي خضم الحراك الاحتجاجي الواسع والجدل المرتبط بدعوات طرد الكيان من المسابقة النهائية لمسابقة اليوروفيجين، باتت تسيطر على شوارع مالمو حالة من التجاذب بين الاستعدادات للحفل ببهرجته وزينته الساطعة وأضوائه اللامعة التي تحيط بمركب “مالمو أرينا” الذي سيحتضن الحفل، ومشاهد التعبئة الأمنية الكبيرة، والدوريات المستمرة لعناصر الشرطة المدججة بالسلاح في الشوارع.
وبينما ترفرف الرايات ذات الألوان الزاهية في مختلف أرجاء المدينة احتفالا باستضافة الحدث تتدلى الأعلام الفلسطينية من نوافذ البيوت والشرفات.
وتشارك عناصر شرطة من جميع أنحاء السويد في حفظ الأمن في مدينة مالمو خلال الأسبوع الحالي بمناسبة حفل “اليوروفيجن”، إلى جانب تعزيزات من الدانمارك والنرويج.
وقرر المنظمون للحفل منع أي علم غير أعلام البلدان المشاركة في المسابقة، وكذلك أي لافتة تحمل رسالة سياسية، وذلك بعد وضع الفنان السويدي إريك سعادة المنحدر من أصول فلسطينية، الكوفية على معصمه خلال حفل نصف النهائي للمسابقة، تنديدا بالحرب على غزة، ورفضا لمشاركة الاحتلال في الحدث الموسيقي الأوروبي.
وقالت مصادر إعلامية وأمنية، إن المغنية “غولان عيدان” التي تمثل الكيان المحتل في مسابقة نصف النهائي المنتظر تنظيمها مساء الخميس، تلقت تهديدات على منصات التواصل الاجتماعي.
وأعلن ناشطون عن تنظيم مسابقة موسيقية تضامنية مع الشعب الفلسطيني بصفة موازية لليوروفيجن تتضامن مع الفلسطينيين، أطلقوا عليها تسمية “فلسطين فيجين”.
التعليقات