قال الفيلسوف أبو يعرب المرزوقي اليوم في مقال مطول ان عدد من الأطراف السياسية التي سماها ” المافيات ” كان هدفها من مساندات انقلاب قيس سعيد القضاء على “الإسلام السياسي” وكانوا يعولون على تمويل الانقلاب من بعض الدول المساندة للثورات العربية وبعد فشلهم في ذلك انتقلوا الى خطة جديدة تستهدف ركوب التيارالاسلامي
وهذا نص المقال كاملا
“بعبارة وجيزة ومباشرة تجيبها من الاخر المافيات وسندها الخارجي
يئست من هزيمة الإسلام السياسي
بركوب الدمية لأنه فشل فيما ظنوه
قادرا على ما فشل فيه: بورقيبة وابن على والسبسي
وكانوا يتوهمون تمويل الثورة المضادة مضمون
فينجح في تخليصهم من منافس سياسي
له قاعدة لم يستيطعوا تفتيتها إلا نسبيا
والآن بعد التغير في مجريات السياسة الدولية
أدت إلى شروط الفشل الحتمي للدمية واستحالة
تمويله من المحميات التي تحكمها الثورة المضادة
عكسوا بنصيحة من مستخدميهم العاجزين عن تمويلهم
فتوهموا أن ركوب الإسلاميين للتخلص من الدمية
هو الحل لمواصلة استتباع تونس: وكان ذلك بينا منذ بدا الكلام على
“مواطنون ضد الانقلاب” لتجريب الطبخة الحالية
والهدف هو منع الحسم وتمكين الدمية لعل وعسى
فكانت النتيجة العبث يالمسار الديموقراطي لبا للطبخة الحالية
بجعله صوريا كما في مصر
فأصبح الجميع لا يتوقف عن مدح دور ما بقي من النهضة
وقد تغتر قيادات هذا الباقي من النهضة التي شاخت
لكن شباب الإسلام السياسي وحتى كهوله ما أظنهم
“سيحصلون” مرة أخرى سواء بعض من انشق من النهضة
أو من تكون من خارجها إذا لم يكونوا انتهازيين
ويفهمون كيف ركب الجميع النهضة طيلة العشرية
وقيادتها تتوهم انها هي الراكبة على غيرها في:
ركوب المرزوقي لهم
وركوب فتات حزب السبسي لقياداتهم
والشروع في تفتيت النهضة من الداخل
وخاصة في مرحلة الشاهد
و”الكورس” نحو التوزير بأي ثمن
وتبين أن جلهم كان مستعد يخدم الشيطان ليبقى وزيرا
وكانت القاضية هي الحماقة التي مكنت الدمية من الركوب
واستركابهم لمن اعتقدوهم ثوريين “مثلهم” لتكوين حكومة
مع “التيار الديموقراطي” او عملاء فرنسا ومافياتها
ومع “التيار القومي أو عملاء إيران ومافياتها
وقد يكون المستخدمون لهما أي العكري والملالي
هم من فكروا في حل احياء خردة العشرية كلها
بعد فشلهم جميعا ومعهم مافيات الاتحادين
وشبه الحياد شبه الإيجابي من قوتي شوكة الدولة
الطبخة هي الملجأ الاخير للقيمين العامين الفرنسي والإيراني
لعل وعسى يقبل الإسلام السياسي ان يركب مرة اخرى
بعد تبين عجز الفتات المافياوي لمأتي الاحزاب
والاتحادين على تمكين الدمية من تحقيق شيء
وتلكأ الجيش والامن من أن يتحول إلى أداة
لمليشيات الحشد الذي كونوه
وطبعا سيعلل قادة ما بقي من النهضة القبول بحرصهم على تونس
وعلى الديموقراطية بدعوى التضحية من اجلهما
لكني اعتقد العكس تماما:
فتونس والديموقراطية
يتطلبان العكس تماما: فالمستخدمون لهذه الطبخات
ما لم ييأسوا من استسلام الحركة الوطنية
لمناورات مستتبعي الشعوب
لن تخرج تونس من التسول المادي والتبعية الروحية
وستبقى رهنية التداين غلى يوم الدين من فتات ما
يسرق من ثرواتها للحرب على تراثها.
والحسم هو التركيز على معركة استكمال الاستقلال
شرطا في استرجاع ثروتها و تحرير تراثها
لئلا تبقى متسولة ماديا ومستلبة روحيا
من دون هذا الهدف ستصبح مجرد منتزة لعجائر السياحة
والارض المباحة وتقتل الفلاحة
وحتى شروط السباحة والدول “المناحة”
لأنها ستصبح مزبلة
فرنسا وإيران مثل لبنان
تونس بحاجة لهدا الحسم دون أدنى تأجيل
والديموقراطية شرطها عدم بالتبعية
ومن ثم فإن الطبخة الجارية
سيتفشل حتما بمثل هذا الموقف
الذي لا يقبل التأجيل في هذا الجيل
لأن هدف الطبخة الجارية هو توطيد التبعية
وانهاء المسار الديموقراطي
ومعه التيار الإسلامي شرطا في
بقاء الاستعمار الفرنسي ورديفه الإيراني
بتمكين المنقلبين على الاسلام السياسي من داخله
قبل من هم من خارجه
مقايضتهم من النجاة بجلدهم ومواصلة “الافاريات”
وخليها تخلى فمنطقلهم “ربي”
ما وصناش عليهم يزينا ما ضحينا
أو فلنرقص مع الراقصين
وهذا مما لا يمكن أن يكون حبا
لتونس ولا دفاعا عن الديموقراطية.
وما لن يقبل به الجيل الذي
بدأ يسترد شعور الاجداد الذين
جاهدوا من اجل استرداد شروط السيادة المادية
والروحية ليس في تونس وحدها بل في كل دار الإسلام
والسلام.
التعليقات