اعتبر الوزير و النائب السابق و القيادي في حركة الشعب سالم الابيض ان ما حدث في جرجيس من اعتدءات عنيفة على الاهالي هو السقوط الشاهق .
و قال سالم الابيض في تدوينة على صفحته الرسمية على الفاسبوك ان سلطة 25 جويلية كشرت عن انيابها القمعية وارادتها الحقيقية
وهذه التدوينة كاملة كما وردت في صفحة الدكتور سالم الابيض
ما يحدث في مدينة جرجيس منذ صباح هذا اليوم هو “السقوط الشاهق” المدوي لما تبقى من سلطة 25 جويلية، فقد كشّرت هذه السلطة عن أنيابها القمعية وإرادتها الحقيقية، من خلال استعمال الغازات الخانقة المسيلة للدموع في إخماد أصوات الثكالى والمظلومين الملتاعين من فقدان أبناءهم، وقبرهم بطريقة غريبة في مقبرة الغرباء، لإخفاء آثار شبهة جريمة اُرتكبت في مكان ما تحت جنح الظلام. لم يتحوّل أهالي جرجيس إلى “جربة الفرانكفونية” لإفشال القمّة كما ادعى ذلك شهداء الزور، وإنما تحوّلوا في مجموعات سلمية مشيا على الأقدام وركوبا، من كل الأعمار والفئات، لإبلاغ أصواتهم لرئيس وحكومة أصابهم الصمم والبكم والخرس فهم لا يفقهون. الاحتجاج السلمي والتظاهر المدني هو جزء لا يتجزأ من تقاليد تنظيم القمم والتظاهرات السياسية الكبيرة التي تنتظم في العواصم الكبرى، إذ لا تكاد الحركات المناهضة للعولمة تغيب عن مثل تلك الفعاليات، وهي من تعطيها بعض مصداقيتها، وقد يصل الأمر إلى التأثير في جدول أعمالها. العقل السياسي السلطوي المتكبّر على شعبه في تونس يسترجع الثقافة السياسية البالية التي كانت سائدة قبل سنة 2011 ليعود إلى نعت الاحتجاج الشعبي المدني السلمي بالتآمر وتوظيف القوات الأمنية لقمعه كما هو الشأن بالنسبة لأهالي جرجيس. المشهد الذي عاشته المدينة المسالمة اليوم من قمع وعودة إلى المقاربة الأمنية في معالجة قضية سياسية شبيه بما عاشته سيدي بوزيد سنة 2010، لعلّها مقدمّات نهاية منظومة سياسية شعبوية تآكلت في أقل من سنة ونصف، ففقدت رمزيتها ومصداقيتها بعد أن تفاقمت معها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والبيئية وفشلت في إيجاد الحلول، وبعد أن كشفت عورات مسئوليها (الوزراء والولاة) وسائل السوشل- ميديا الجديدة.
القمع الذي سلُّط على جرجيس وأهالي جرجيس اليوم 18/11/2022 سيبقى وصمة عار على جبين سياسي متشبّع بالثقافة والمعرفة القانونية أعطى الأوامر لقمع شعبه على خلفية مظاهرة سلمية تنشد إبلاغ صوتها إلى بعض الرأي العام الدولي وأصحاب القرار الذين جمعهم المهرجان الثقافي العالمي “قمّة جربة الفرانكفونية”.
التعليقات