تسلّم رئيس الجمهورية قيس سعيد أمس الخميس 2 فيفري 2023 أوراق اعتماد سفراء جدد مقيمين بتونس من بينهم سفير الولايات المتحدة الأمريكية جوي هود.
فماهي خفايا هذا التعيين ؟
لا يخفى على أحد ان السفير “هود” متحصل على درجة الماجستير مويتكلم الفرنسية والعربية.
أما مساره المهني فأغلبه داخل وزارة الخارجية الأمريكية وبعثاتها الديبلوماسية حول العالم،فهو يعتبر سفيرا من الوزن الثقيل ..آخر خطة شغلها هي النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الامريكية لشوون الشرق الأدنى.
المتتبع لمسار هود المهني يلاحظ أنه يتمحور حول مراقبة ايران وميليشياتها في المنطقة ..فقد كان مديرًا لمكتب إيران في الخارجية الامريكية ثم اشتغل في سفارات امريكا في اليمن والكويت والعراق وكلها مجالات حيوية للتحركات الايرانية وحتى في السعودية فقد كان يعمل بقنصلية بلاده في المنطقة الشرقية التي تتواجد بها اقلية شيعية وبها نشاط إيراني.
المتتبع لمسيرة هود يلحظ أن إهتمام السفير الجديد بتونس لم يّأت بعد تعيينه سفيرا لدى تونس، فقد زار البلد في ماي 2021 ايام حكومة هشام المشيشي اي قبل الانقلاب بشهرين تقريبا والتقى بمحمد علي النفطي كاتب الدولة لدى وزير الخارجية انذاك كما التقى في نفس الزيارة بالسيد إلياس الغرياني مستشار رييس الحكومة المشيشي للشؤون الديبلوماسية، ثم زارها بعد الانقلاب مباشرة في اوت 2021 على رأس وفد هام يضم كلا من Jonathan Finer نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض وJosh Harris مدير مكتب شمال افريقيا في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض والتقى بزعيم الانقلاب وبقية الانقلابيين.
القراءات ذهبت الى أن الولايات المتحدة توصلت إلى نتيجة واضحة مفادها أن قيس تابع من توابع الميليشيات الايرانية والتعامل معه سيكون على هذا الاساس.
استراتيجية التعامل ربما سترتكز على ابتزازه الى أبعد الحدود وهنا يأتي ملف التطبيع مع إسراييل المرفوض شعبيا وحزبيا ولكن ليس الى الحد الذي يجعل اي حزب ان يكون معارضا عنيدا لأي تطبيع ، ثم بعد ذلك ستتمكن الولايات المتحدة من معرفة طرق جديدة لعمل الميليشيات الايرانية وطرق تسللها واختراقها للدول العربية والإسلامية .
الولايات المتحدة تعلمت ان لا تصنع من النكرات أبطالا فهي بعد الابتزاز ستقوم بتعرية المنقلب واسقاطه شعبيا ليس كفاشل فقط وانما كخائن وكاذب أيضًا حتى اذا جاء لحكم اي بلد من يرفع شعارات تحررية صادقا مؤمنا بما يقول، يسهل قلب الراي العام ضده لان التجربة اثبتت في حالة قيس ان الشعارات شيء والحقيقة تثبت العكس .
التعليقات