يتواصل حراك الطلبة في الجامعات الأمريكية، الجمعة، رغم لجوء الشرطة إلى العنف، والاعتداء بالضرب على مجموعة من الأكاديميين والصحفيين المشاركين في التغطية.وأظهرت مشاهد جانبا من قمع الشرطة للمعتصمين في حرم جامعة إيموري بمدينة أطلنطا في ولاية جورجيا، ومن بين من تم اعتقالهن بطريقة وحشية، أستاذة الاقتصاد كارولين فوهين.
الحراك يمتدّ إلى جامعات أخرى
كما تم اعتقال رئيس قسم الفلسفة بالجامعة ذاتها،نويل مكافي، بعد مشاركتها في الاحتجاجات المؤيّدة لفلسطين.ووصل الحراك غير المسبوق إلى جامعة جورج واشنطن العريقة في العاصمة الأمريكية، التي أسسها أول رئيس للولايات المتحدة عام 1821.وخلال الساعات الماضية، بدأت جامعات أمريكية أخرى بالانضمام إلى الحراك المؤيّد لفلسطين والرافض للعدوان على غزة.فقد انضمّ أمس الخميس، طلبة جامعة “نورث وسترن” في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية إلى حملة الاعتصامات المتدرجة في المعاهد العلمية للمطالبة بوقف استثمارات إدارات الجامعات المختلفة في مشاريع “اقتصادية” مع “إسرائيل”.
الكفّة للطلبة
واندلعت اشتباكات جديدة بين الشرطة والطلاب المعارضين للحرب الإسرائيلية على غزة، أمس الخميس، ما أثار تساؤلات حول الأساليب العنيفة المستخدمة في قمع الاحتجاجات، التي زادت، منذ اعتقال العشرات في جامعة “كولومبيا”، الأسبوع الماضي.ويقول ناشطون إنّه وعلى مدار اليومين الماضيين، استخدمت سلطات “إنفاذ القانون”، بناءً على طلب من إدارات الكليات، مسدّسات الصعق الكهربائي، والغاز المسيل للدموع، ضد الطلاب المتظاهرين في جامعة “إيموري” في أتلانتا في ولاية جورجيا الأمريكية، بينما فرّق أفراد شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب، ويمتطون الخيول، التظاهرات في جامعة تكساس بأوستن.وأظهرت بيانات صادرة عن الأمن الجامعي، والشرطة في جامعتي كولومبيا وكاليفورنيا، أنّ الكفة تميل لصالح الطلبة في المفاوضات.ورغم قول إدارة جامعة كولومبيا إنّها تبحث في خيارات أخرى لاستعادة الهدوء بالحرم الجامعي إذا لم تنجح المباحثات مع الطلاب، إلّا أنّ الجامعة نفت بشدة أن تكون قد استدعت الشرطة لتفريق الطلبة.وتابعت في بيان: “جامعة كولومبيا: تم إحراز تقدّم في المحادثات مع الطلاب الذين يحتجون في حرم مانهاتن الجامعي”.بدورها، قالت جامعة كاليفورنيا إنّها قررت السماح للطلاب بالبقاء في منطقة الاعتصام حتى إشعار آخر، مع تراجع التوتّرات في حرم الجامعة.وكانت جامعة كولومبيا قد حاولت، بالفعل، فضّ الاحتجاج بالقوة في 18 أفريل، حينما أقدمت رئيسة الجامعة، نعمت مينوش شفيق، على خطوة استثنائية، بدعوتها شرطة مدينة نيويورك لدخول الحرم الجامعي، ما أثار غضب الكثير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وجماعات حقوق الإنسان.واعتقلت الشرطة، حينها، أكثر من 100 شخص، وأزالت الخيام من الحديقة الرئيسية في الجامعة، قبل أن يعود المخيّم إلى مكانه السابق، بعد أيام قليلة.وتتّجه جامعات أخرى إلى منع تنظيم تظاهرات مماثلة، داخل حرمها، واختارت أخرى الاستعانة بالشرطة لتفريق الاحتجاجات بسرعة، وفي بعض الحالات، بالقوة.ويُشار إلى أنّ السلطات الأمريكية قد اعتقلت ما يقرب من 550 شخصا في الأيام الماضية من الجامعات الأمريكية الرئيسية على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات ضد الحرب على غزة، وفقا لإحصاء “رويترز”.وتزعم إدارة الجامعات أنّ التظاهرات غالبا ما تكون “غير مرخّصة”، وهذا سبب استدعاء الشرطة لفضّها.
التعليقات