· مكتب المجلس هو الذي يملك حق دعوة النواب الى الانعقاد. النائب “عبد اللطيف العلوي” عضو بالمكتب، وتراجعه عن الاستقالة يعني عودة النصاب كاملا باعضائه السبعة. فتم ايقافه حتى لا يكتمل النصاب وتصير الدعوة الى الانعقاد قانونية. وهو السبب الحقيقي لاعتقاله. وللتعمية على ذلك تم ترصده مع الصحفي القدير “عامر عياد”. كلاهما سجينان سابقان: عبد اللطيف 4 سنوات سجنا في التسعينات، اما عامر فنزيل السّجون عام 1984 ثورة الخبز و عمره 14 عاما ، و زمن بورقيبة 1987 و بن علي الى غاية سنة .1998. صخب الجمهور في المدارج لا يعني قدرات فريقه على الميدان. و”جماهير لا لاولا لاولا لا، قيسُون عامل حالة”، وثقافة ” الرّبوخ” السياسي لن تجدي نفعا يوم افلاس الدولة المطالبة بتوفير 15 مليار نهاية 2021، احتفوا سابقا بنداء تونس سنة 2014 مخلصا ومنقذا والنتيجة تعرفونها..لم يطالب المحتجون يوم 25 جويلية بتأنيث الحكومة و”جندرتها” ولا تغيير الدستور ، بل احتجوا على اداء الحكومة.وهو مقتل الرئيس الذي نقل جمرة الحكم من يد غيره الى يده، وسيكتوي بها. فهنالك مسؤولية سياسية في الحكم، ولكن الرئيس يرى نفسه مسؤولا عن الديمقراطية وليس مسؤولا فيها وهو ما سيعرفه حين الكريهة وسَداد ثغر. وكما تعللوا بان الديمقراطية لم تملا قفة المواطن، سيعرفون ان تغيير فصول من الدستور لن تملا سلّة بيض واحدة ايضا حين يبلغ التضخّم مداه. مساء الجمعة ظهر على الجزيرة مباشر 19.45 د ” قيادي ” من “حركة الشعب،محمد بوشنيبة، ليقول بهتانا ان عدد المحتجين ضد الانقلاب لم يتجاوز يوم 26 سبتمبر 2500، فياتيه الجواب اليوم بالرقم نفسه من صحيفة ” لوفيغارو” اعتى اعداء الاسلاميين، وقناة الجزيرة !!ويتورط” زْميمه” زهير المغزاوي باستعمال صورة 26 على انها صورة اليوم في فضيحة تاريخية كما فعل رئيس تحرير الفوتوشوب”زياد كريشان” في صحيفة “المغرب” 2013 . اعلام الافك لا ينتقد الا التجارب الديمقراطية ويتجاهل السلطوية العربية ابدا لانه عشّش في مزابل حكمها، و لم يستطع انقاذ بن علي أَوان سقوطه بعد استفحال البطالة والجور،وسيواصل التلاعب بالارقام لاحباط العزائم. وليس عيبا ان يختلف الناس سياسيا حول امهات القضايا في الديمقراطية. الشعبوية والعبثية في تونس جعلتا السياسية شبيهة بتشجيع فريق كرة قدم. كل ما يفعله فريقك جيد وصحيح، وكل ما يفعله المنافس سيئ وخاطئ. عقلية تصلح لتشجيع فريق كرة وليست لادارة شؤون دولة. و الذين ناصروا الرئيس اليوم هو اقصى ما وصلوا اليه من تحشيد. وكان اجتماع 26 سبتمبر مجرد بداية وليست اعتصارا لكل القدرات الديمقراطية التي ستكون هادرة. وعلى المتابعين ان يفرقوا بين قواعد صلبة لاحزاب عريقة نضالا وسياسة، مع جماهير متقلبة المزاج سُهلت لها كل الامور للحضور عكس تجمع 26 جويلية 2021 رغم الحصار الامني والتّرهيب الناعم. عكس الظاهر،لا وجود لكتلة حزبية للرئيس، بل عواطف وامزجة. اجراءات الرئيس مرفوضة من رجال الاعمال الذين اوقفوا الاستثمارات ، وهو ما يفسر توقفه عن مداهمة المخازن وعجزه عن خفض الاسعار. لا نريد تدخلا احنبيا في بلادنا، ولكن الانقلاب جعل تونس حجرة في رقعة لعب الكبار. اذ زار قائد “الافريكوم” تونس ولم يقابل الرئيس: وهذا يطرح فرضيتين: اما ان الرئيس رفض مقابلته، وهو ما لن ينساه له الامريكان الذين زاورا تونس 3 مرات في شهر واحد (اول مرة عبر تاريخها)،واما ان يكونوا هم من رفض اللقاء، وهذا يعني تطور اللغة معه من الديبلوماسية الى العسكرية. وعلى الرئيس ضغوط رهيبة من مجموعة السّبع ومن الاتحاد الأوربي للعودة الى المسار الديمقراطي ومن دول الجوار ، ولن يستطيع الصمود كثيرا وسيبحث عن حل وسط. فلم تقدم الإمارات و السعودية أي دعم حقيقي، كما فعلتا مع مصر بمنحها 30 مليار دولار سنة 2013، و اللقاحات لن تخرج التونسيون من البطالة..للجماهير الموتورة اقول” مهمة الثورة القضاء على الاستبداد وتوفير الحرية، لكن الفشل في تحقيق الرخاء بعد الثورة مهمة المجتمع بكل مكوناته”كما قالت المفكرة الالمانية “حَنت ارنت”. وان افلاس الدولة يعني التغطية المالية مقابل التطبيع …فيضيع ما هو مادّي وماهو رمزي من الحكم. حالة السودان يستمسك فيها الناس بالحكم المدني امام عساكر مسلحين، ومهمتنا في الاصل اسهل.افلست اليونان ولم تغيّر دستورها، وكان العنف في كل البرلمانات ولم تغلق.. سيفشل الانقلاب لان الرئيس، الى حد الان ، يواجه المجتمع السياسي وليس الاجتماعي المحتجّ على اوضاعه..فقط بعض الوقت.. والرباّط ونشر الوعي. ولا تستهينوا بكل سطر او صورة تنشرونها .فالهدف انقاذ الدولة من السقوط والبلد من الانهيار. لان هدفهم هدم التجربة الديمقراطية، وحتّى يوقفوا عدواها لا بد ان يكون الانطلاق مُؤلما، و تكون الديمقراطية التي ضحت من اجلها الاجيال الضحية الاولى في الحرب ضد الحركات الاسلاميّة. الاعلام ميدان المعركة ، والى انصار الديمقراطية لا تبرحوا اماكنكم…
التعليقات