كشفت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى السفيرة باربرا ليف في لقاء إعلامي لها اليوم الخميس 15 سبتمبر 2022 عن فحوى زيارتها الأخيرة إلى تونس في إطار جولة شرق أوسطية قادتها إلى كل من الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية والأردن والعراق.
ليف أشارت إلى أنها التقت رئيس
الدولة قيس سعيّد ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية وخبراء تونسيين بارزين
وصحفيين وممثلين عن المجتمع المدني، كما استمعت إلى جملة من الآراء بخصوص التحديات
السياسية والاقتصادية الجدية التي تواجهها البلاد.
في هذا السياق شددت على أن الدعم الأمريكي للشعب التونسي والالتزام بالشراكة طويلة
الأمد مع تونس تكون أقوى عندما يتجذر الالتزام المشترك بالمبادئ الديمقراطية وحقوق
الإنسان.
كما ناقشت ليف أهمية عملية إصلاح
سياسي شاملة وشفافة تمثل مختلف الأصوات التونسية وتحمي حقوق الإنسان الأساسية، بما
في ذلك حرية التعبير.
مضيفة بأن الشعب التونسي يتخبط وسط مجموعة من الصدمات الاقتصادية – حسب توصيفها-،
بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي الناتج عن الحرب الروسية في أوكرانيا، لذلك فقد
أكدت المسؤولة الأمريكية أيضا على أهمية المضي قدما في مفاوضات البلاد مع صندوق
النقد الدولي بسرعة وإجراء إصلاحات اقتصادية حاسمة وذات مغزى لوضع حد للأزمة
الاقتصادية المستمرة. وستساعد هذه الحزمة في توفير أساس مالي أكثر متانة لتونس
ومعالجة المشاكل الهيكلية الرئيسية التي تعرقل الاقتصاد وفق تأكيدها.
ليف أكدت أن بلادها قلقة إزاء الوضع الاقتصادي الراهن لتونس، حد بعيد وهو ما تشعر
به شريحة واسعة من التونسيين، مشيرة إلى أن عددا كبيرا ممن التقتهم أعربوا
عن قلقهم المتزايد بشأن الظروف الاقتصادية في تونس. بعض من هذه الصدمات هي
صدمات تعرض لها عدد كبير من الاقتصادات حول العالم من نوعين أساسيين من الصدمات،
أولهما الوباء إذ لا تزال عدة دول في مختلف أنحاء العالم تكافح للتغلب على آثار
الوباء وتأثيره على الاقتصادات وبخاصة الشبيهة باقتصاد تونس والتي كانت تعتمد بشكل
كبير على السياحة كجزء من محركها الاقتصادي. والنوع الثاني هو التضخم أو الصدمات
التضخمية وصدمات الوقود وصدمات انعدام الأمن الغذائي الناجمة عن حرب روسيا الرهيبة
على أوكرانيا.
إذا هذه أحداث غير متوقعة ومفاجأة تسببت بترنح الاقتصاد التونسي واقتصادات عدة دول
في المنطقة وعلى مستوى العالم. ولكن ثمة مشاكل هيكلية أساسية مع الركود الاقتصادي
في تونس وأزمة البلاد المالية التي تلوح في الأفق، إلا أن ذلك لا يلغي إمكانية
ووجوب معالجتها من خلال آلية مماثلة لمفاوضات صندوق النقد الدولي.
قائلة:”لقد كنت صادقة جدا مع القادة التونسيين بشأن أننا نعتبر التحرك بسرعة نحو
إنهاء تلك المفاوضات أمرا رائعا وأعتقد بناء على الإيجازات التي تلقيتها حول
الخطوط العريضة العامة للحزمة مع الصندوق أن ذلك سيساعد تونس كثيرا على التعامل مع
القضايا التي عانى منها الاقتصاد لسنوات، لذا نعتقد أنه من المهم بمكان أن تتحرك
القيادة التونسية بسرعة في هذا الصدد للتوصل إلى حل.”
أما فيما يتعلق بمحادثتها مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد قالت بربارا ليف: ” إن
مسألة دعم نمو الفضاء الديمقراطي وتعزيزه في دولة مثل تونس هي عملية مستمرة،
والأمر كذلك منذ الثورة التونسية. لقد خصصت الولايات المتحدة مع مرور الوقت الكثير
من الأموال والتدريب والدعم لبرامجها وأنشطتها في تونس لدعم الأصوات التونسية، على
غرار المجتمع المدني والصحفيين والمدافعين عن الديمقراطية وما إلى هنالك. لا شك في
أننا سنقوم بانتقاد تونس متى يكون ثمة حاجة إلى ذلك بصفتنا حكومة شريكة وحكومة
صديقة وصديق لتونس. لقد كنت صريحة في نقاشي مع الرئيس سعيّد وهو أيضا كان صريحا في
حديثنا عن المسار السياسي الحالي في تونس. هذا موضوع يهمنا. نريد أن نرى تونس تعود
بشكل مباشر إلى المسار الديمقراطي مع مؤسسات ديمقراطية تعمل بكامل طاقتها، فهذه
المؤسسات مهمة جدا لتطوير الديمقراطية في أي بلد. ولكننا نريد دعم التونسيين
لتلبية هذه المطالب، وكان ذلك الموضوع جزءا لا يتجزأ مما قمت به خلال زيارتي.
التعليقات