أكد وزير الدفاع الوطني، عماد مميش، اليوم الثلاثاء 09 ماي 2023، بمناسبة افتتاح ندوة دولية حول الذكرى80 لنهاية الحرب العالمية الثانية بتونس، أن اختيار موضوع الحرب العالمية الثانية بتونس هو تأكيد على ما يكتسيه هذا المحور من أهمية لدى الباحثين على اختلاف جنسياتهم تدفعهم للإحاطة بكل جوانبه في سبيل الحفاظ على الذاكرة الإنسانية.
وأبرز عماد مميش، أنه لا شك في كون وزارة الدفاع الوطني تسعى من خلال تنظيم مثل هذه الندوات العلمية إلى المساهمة في دعم الحركية الثقافية في البلاد وتترجم بذلك عن انفتاح المؤسسة العسكرية على محيطها الإقليمي والدولي في إطار التعاون المشترك من أجل رسم ذاكرة جماعية توحد بين الشعوب وتقرب بينها.
وأضاف أنه من المفيد التذكير في هذا السياق بأن وزارة الدفاع الوطني لها مساهمات فعالة في المجهود الثقافي الوطني من خلال مشاركتها مع الهياكل والمؤسسات الثقافية المدنية المختصة عبر تسخير كل الوسائل والامكانيات المادية والبشرية المتاحة لصيانة وترميم المعالم التاريخية العسكرية والمدنية وإصدار العديد من المؤلفات والنشريات المهتمة بالتاريخ العسكري على غرار المجلة التونسية للتاريخ العسكري فضلا عن إقامة الندوات والمعارض الوثائقية ، كل ذلك إلى جانب دعمها للانتاجات الثقافية والسينمائية من خلال وضع التجهيزات والمعدات العسكرية لاستغلالها من قبل شركات الإنتاج.
وأشار الوزير إلى أن هذه الندوة تمثل عبر موضوعها معارك الحرب العالمية الثانية بالبلاد التونسية: التراث المشترك وتثمين الذاكرة، فضاء لتلاقح الأفكار والرؤى والتوجهات حول أبعاد متعددة تكتسي صبغة علمية وثقافية وتاريخية هامة، تتصل بتقديم أهم معارك الحرب العالمية الثانية على التراب التونسي، وهو ما يشكل نشاطا ثقافيا ثريا، حيث نجد المسلات التذكارية والمقابر العسكرية والتحصينات الدفاعية المنتشرة في كل أنحاء البلاد التونسية، بالإضافة إلى الروايات الشفوية المتعلقة بتلك الفترة والمحفوظة في المخيال الشعبي التونسي يتوارثها جيل بعد جيل، راسمة بذلك ملامح مسالك مشتركة توحد بين ذاكرة الدول وتربط الماضي بالحاضر.
ولفت إلى أن البلاد التونسية شهدت بين شهري نوفمبر 1942 وماي 1943، معارك عسكرية كبرى بين مختلف الجيوش لتصبح فيما بعد رمزا للذاكرة المشتركة ومسارا يربط بين مختلف الجنسيات والأعراق وتجسم بذلك قدرة الكائن البشري على التجاوز وإرساء قيم التسامح والتضامن الدولي.
وبين أنه لم يبق من معارك الحرب العالمية الثانية بالبلاد التونسية بعد مرور 80 سنة على نهايتها إلا تلك الشواهد القيمة المنتشرة في كل أنحاء البلاد والتي تمثل دليلا على تنوع وثراء الذاكرة المشتركة بين تونس وبقية الدول المشاركة في تلك الحرب، وهو ما يستدعي تضافر جميع الجهود لتثمين هذا التراث وتجسيده في مسالك سياحية ثقافية متاحف متخصصة والتعريف به عبر الأجيال الصاعدة وترسيخ مبدأ السلم والتعايش بين مختلف الشعوب لتجاوز الماضي الذي غشيته مظاهر الحروب في سبيل إرساء حاضر ومستقبل جامعين أكثر إشراقا.
التعليقات