كشف رياض الشعيبي القيادي في حركة النهضة التونسية والمستشار السياسي لراشد الغنوشي، عن “ملامح نشاط الحركة في المستقبل خاصة بعد سجن أغلب قياداتها ”.
وشرح الونيسي في حواره مع “أفريقيا برس”كيفية مقاومة سلطة الانقلاب خاصة بعد تصدر جبهة الخلاص الوطني المشهد السياسي المعارض لسلطة قيس سعيد.
كيف ستتعامل الحركة مع هذا الفراغ في رئاستها، وماهي ملامح خطتكم لتسيير الحركة بعد هذه التطورات؟
حركة النهضة تزخر بالقيادات التنظيمية والسياسية، اعتقال الدكتور منذر الونيسي نائب رئيس الحركة والمكلف بإدارة الحركة خلال المرحلة السابقة لن يستطيع أن يوقف عمل الحركة ولا عمل مؤسساتها، وبالتالي نحن وفق آلياتنا القانونية الداخلية سيقع أيضا سد هذا الشغور وسيقع انتخاب وتعيين مسؤول جديد عن الحركة يديرها ضمن المكتب التنفيذي وبرقابة وسلطة مجلس الشورى، بالتالي ليس هناك إشكال في هذا الموضوع.
حركة النهضة أمام تحدي تجاوز تداعيات اعتقال زعيمها ورئيسها بالنيابة وقرار غلق مقارها هل ستنجح الحركة برأيك في تخفيف آثار هذه المتغيرات؟
حركة النهضة لم تفتك حقها في الوجود من خلال قرار سياسي أو قرار قانوني من هذه السلطة ولا من أي سلطة أخرى، حركة النهضة هي تيار اجتماعي وجد منذ حوالي 50 سنة ورغم كل المحاولات لإقصائه وتهميشه وقمعه إلا أن هذا التيار الاجتماعي الواسع استطاع أن يفتك مكانة رئيسية في المشهد السياسي التونسي على امتداد السنوات الأخيرة.
اليوم سياسات التضييق ومحاولات الإقصاء والتهميش ستفشل مثلما فشلت السياسات السابقة وستستمر حركة النهضة في القيام بدورها الوطني الذي تتمثله لنفسها، وبالتالي ليس هناك خوف لدينا من استمرارية حركة النهضة ومن قدرة الحركة على تجاوز هذه المحنة وعلى تجاوز هذه الظروف السياسية الصعبة.
وفيما يخص تأثير هذه الأوضاع على علاقتنا بجمهورنا، فان هذه العلاقة مستمرة نحن نتواصل مع كل أنصار حركة النهضة وكوادرها في الجهات والمحليات، هذا التواصل مستمر حيث ننظم حركاتنا وتحركاتنا الاحتجاجية كما بدأنا منذ سنتين، إغلاق المقرات واعتقال القيادات لم يمنعنا من الاستمرار في هذه التحركات وستستمر أيضا خلال هذه السنة السياسية الجديدة بنفس النسق وبنفس الزخم حتى نحقق أهدافنا التي نشترك فيها تقريبا مع كل الأحزاب السياسية في البلاد وهي استعادة المسار السياسي.
كيف تقيم أداء جبهة الخلاص المعارضة، ولماذا لم تحظى بثقة الشارع ولم تتمكن باستقطابه؟
جبهة الخلاص الوطني نجحت بعد سنة أو سنتين تقريبا من تشكيلها في أن تصدر المشهد السياسي الوطني وهي الآن العنوان السياسي الأبرز لمقاومة الانقلاب بل أكاد أقول أنها العنوان السياسي الوحيد الذي له قدرة على الخروج للشارع وتحريكه والاحتجاج في الشارع وبالتالي هذا تقدم كبير أنجزته الجبهة خلال هذه الفترة القصيرة.
بالنسبة لالتفاف الشارع حول هذه الجبهة، لا ننسى أننا نعيش وضع استبداد وديكتاتورية، هناك سياسات ممنهجة للتخويف ولإثارة الفزع والرعب لدى عموم المواطنين، نحن نتفهم طبعا هذا الخوف الذي نراه لدى الناس ولكن معيار نجاح الجبهة من عدمه ربما لا نستطيع أن نراه في أوضاع الاستبداد اليوم لكن بمجرد سقوطه والعودة إلى المسار الديمقراطي فإننا سنلحظ بوضوح كيف سيلتف الشارع الاجتماعي حول هذه الجبهة وحول قيادات ورموز هذه الجبهة باعتبارهم الذين يقودون الآن حركة مقاومة الانقلاب والدعوة إلى العودة إلى المسار الديمقراطي.
التعليقات